النص الكامل لرسالة الرئيس الإيراني إلى الشعبه

كل الفخر بهذا النصر التاريخي يُهدى إلى الشعب العظيم وصانع الحضارة، الشعب الإيراني.
بسم الله الرحمن الرحيم
مع التحية لروح مؤسس الثورة الإسلامية الإمام الخميني الطاهرة، ولشهداء إيران الأعزاء،
ومع التمنيات بالصحة وطول العمر للقائد الأعلى.
أيها المواطنون الأعزاء، يا شعب إيران العزيز والشجاع!
اليوم، وبعد صمودكم البطولي، نشهد وقف إطلاق النار وانتهاء حرب استمرت 12 يومًا، فُرضت على الشعب الإيراني نتيجة مغامرات وإشعال نار الفتنة من قبل الكيان الصهيوني. خلال هذه الفترة، شاهد العالم بأسره عظمة إيران الكبرى المدعومة من شعبها، وبينما كان العدو الإرهابي هو من بدأ هذه الحرب المفروضة، فإن نهايتها كُتبت بإرادة واقتدار الشعب الإيراني العظيم.
هذا الهجوم الإرهابي بدأ بحجج واهية ومتكررة، في الوقت الذي كانت فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية تبذل جهودًا دبلوماسية لرفع سوء الفهم من خلال الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وفي ظل مواقف منسجمة وقرارات موحدة من جانب إيران، مقابل مواقف متخبطة ومتضاربة من الطرف الآخر. التاريخ لن ينسى خيانة العهود وانتهاك الاتفاقيات من قبل أعداء إيران الذين لجؤوا إلى العدوان خلال التفاوض.
اليوم، وفي ظروف أُجبر فيها العدو المعتدي على وقف عدوانه، تَكبّد هذا العدو عقوبة قاسية وتاريخية. ورغم الألم الكبير لفقدان عدد من مواطنينا الأعزاء، من نساء وأطفال، وعلماء وقادة عسكريين شجعان، وتضرر بعض البنى التحتية، إلا أن الخسائر التي لحقت بالعدو، رغم التعتيم الإعلامي والدعائي الشديد، كانت هائلة ولا تُصدّق. العدو فشل في تحقيق أهدافه الخبيثة من تدمير المنشآت، وإنهاء المعرفة النووية، وإثارة الفوضى الاجتماعية. في المقابل، فإن انهيار وهم “الكيان الصهيوني الذي لا يُهزم”، وحجم الدمار الواسع الذي لحق بمرافقه ومراكزه الحساسة، وجّه رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن تكلفة المغامرة ضد إيران الكبرى ستكون باهظة.
أيها الشعب الإيراني العظيم!
نحن مدينون بصمودكم ومقاومتكم، ونؤمن بعمق أن هذا النصر كان بفضل الوحدة والهدوء والتماسك الذي ساد خلال هذه الفترة. يجب أن نسعى للحفاظ على هذا الانسجام الوطني القيم الذي يُعد أعظم ثروة للبلاد. هذا النصر التاريخي يُهدى إلى الشعب العظيم وصاحب الحضارة، الذي لو كان العدو الغادر قد فهم تاريخه وهويته بشكل أفضل، لما ارتكب هذه الخطيئة الكبرى. نحن، بتعاوننا وتضامننا، سنعمل من اليوم لبناء مستقبل أفضل، وإيران أقوى وأكثر إشراقًا.
وبوصفي خادمًا لهذا الشعب، أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكم أيها المواطنون الأعزاء، وخاصة لأبطال القوات المسلحة من الجيش، والحرس الثوري، وقوات الأمن، وقوات التعبئة (البسيج)، ووزارة الاستخبارات، ووزارة الدفاع، ورجال الإطفاء، والهلال الأحمر، والكوادر الطبية، والعمال، وخصوصًا العاملين في قطاع الخدمات، والإعلاميين، والفنانين، والرياضيين، والنشطاء السياسيين والمدنيين الذين أدوا أدوارًا تاريخية لا تُنسى في هذا المنعطف المصيري.
جميع الأجهزة الحكومية والوزارات والمؤسسات الثورية ستكرّس من اليوم كافة جهودها لإعادة الإعمار وتعويض المتضررين، مع دراسة نقاط الضعف والقوة في هذا الاختبار الصعب، مؤكدين على ضرورة البقاء في حالة تأهب شامل، ومتابعة إعادة الحياة إلى طبيعتها في كل أنحاء البلاد.
كما أوجّه رسالة إلى الدول الجارة ودول المنطقة: نحن نؤمن بعمق بالتعايش والاستقرار، وإن قوة إيران الدفاعية كانت دومًا في خدمة السلام والصداقة بين الشعوب الإسلامية والدول المجاورة. وإنّ وعينا المشترك وحكمتنا ستُحبط مخططات الأعداء الساعين إلى زرع الفتنة والانقسام بيننا.