كينيا: ارتفاع عدد قتلى حريق مدرسة ابتدائية إلى 21
تترقب عائلات الأطفال في مدرسة ابتدائية كينية السبت بقلق بالغ الأنباء عن أبنائهم الذين فقدوا في حريق اندلع في مسكن تابع للمدرسة وأودى 21 تلميذا.
وقال نائب الرئيس الكيني ريغاثي غاتشاغوا للصحافيين الجمعة إن 70 طفلا ما زالوا في عداد المفقودين.
بدأ الحريق في أكاديمية هيلسايد إنداراشا في مقاطعة نييري (وسط) حوالى منتصف ليل الخميس الجمعة، واجتاح مهاجع كان ينام فيها أكثر من 150 صبيا.
وأعلن الرئيس وليام روتو الحداد لثلاثة أيام اعتبارا من الإثنين بعد ما وصفه بأنه “مأساة لا يمكن تفسيرها”.
وقال إن 17 طفلا تراوح أعمارهم بين 9 و13 سنة لقوا حتفهم، فيما أصيب 14 بجروح ويتلقون العلاج في المستشفى… وارتفع عدد الضحايا اليوم السبت إلى 21 تلميذاً.
وأكد روتو في بيان “اتعهد أن تتم الإجابة على الأسئلة الصعبة التي طُرحت مثل كيف وقعت المأساة ولماذا لم تأت الاستجابة في الوقت المناسب، بشكل كامل ومن دون خوف أو محاباة”.
وأضاف “ستتم محاسبة جميع الأشخاص والهيئات المعنية وسنقوم بكل ما هو مطلوب حرصا قدر الإمكان على عدم وقوعنا مرة أخرى في مأساة كهذه”.
وقال غاتشاغوا للصحافيين إن 70 طفلا ما زالوا في عداد المفقودين لكن هذا لا يعني أنهم لقوا حتفهم أو أصيبوا، إنما يحتمل أن يكونوا لدى أقارب أو لجأوا إلى سكان في المنطقة.
ووصف مكان الكارثة بأنه “مروع” مؤكدا أنه سيكون من الضروري استخدام تقنيات فحوص الحمض النووي للتعرف إلى هويات الضحايا.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الوطنية ريسيلا أونيانغو لوكالة فرانس برس “إن الجثث التي تم انتشالها من مكان الحادث احترقت إلى حد يصعب التعرف عليها”.
- “لا يمكن أن يكون مات” –
تصاعد التوتر الجمعة بين الأهالي الذين تجمعوا في المدرسة لمعرفة الأنباء عن أحبائهم المفقودين.
وانهار عدد كبير منهم بعدما أخذهم مسؤولون لمشاهدة الجثث المتفحمة في المهاجع المدمرة.
وقالت امرأة “أرجوكم ابحثوا عن ابني. لا يمكن أن يكون مات. أريد طفلي”، فيما كانت تنتحب لدى مغادرتها المدرسة.
ولم يعرف بعد سبب اندلاع الحريق، لكن اللجنة الوطنية للمساواة بين الجنسين في كينيا قالت إن التقارير الأولية تشير إلى أن المسكن كان “مكتظا، في انتهاك لمعايير السلامة” ودعت إلى إجراء تحقيق فوري.
وقال تيموثي كينوثيا الذي يسعى للحصول على معلومات عن ابنه البالغ 13 عاما “نحن الأهالي في حالة ذعر”.
وأعلنت جمعية الصليب الأحمر الكينية إنها تنشط على الأرض لمساعدة فريق استجابة من وكالات عدة وتقديم الدعم النفسي.
وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس الهيكل الأسود للمهجع الذي انهار سقفه المصنوع من الصفيح بالكامل.
وفرضت الشرطة طوقا حول المبنى وانتشر عناصر عند جميع نقاط الدخول.
تقع المدرسة التي يرتادها نحو 800 طفل، في منطقة شبه ريفية على بعد حوالى 170 كيلومترا شمال العاصمة نيروبي.
وسجلت حرائق عدة في مدارس في كينيا وشرق إفريقيا.
ففي العام 2016 قضت تسع تلميذات في حريق في ثانوية للبنات في حي كيبيرا الفقير الشاسع في نيروبي.
وفي 2001 قُتل 67 تلميذا في حريق متعمد استهدف مهاجع في ثانوية منطقة ماشاكوس جنوب كينيا.
ووجهت اتهامات لتلميذين بالقتل، ودين مدير المدرسة ونائبه بالإهمال.
في العام 1994 قضت 40 تلميذة وأصيبت 47 في حريق دمر مدرسة للبنات في منطقة كليمنجارو بتنزانيا.
وفي 2022 دمر حريق مدرسة للمكفوفين في شرق أوغندا. وقضى 11 تلميذا بعدما حوصروا داخل غرفة نومهم المشتركة لأن المبنى كان محصنا ضد السرقة، حسبما قال وزراء في الحكومة آنذاك