المعلم: جوهر التعليم وركيزة الأمة بقلم \ احمد العالم
“أوردها سعد وسعد مشتمل// مهكذا يا سعد تورد الإبل!”، تذرف الدموع وتشتعل الأحزان عندما نشهد المعلم، صاحب المكانة الجديرة بالتقدير والاحترام، يتعرض للضرب والإهانة. هذا المشهد المأساوي يمزق قلوبنا؛ إذ يتم التعامل مع أبرز رموز المجتمع بنوع من الهمجية والتجاهل الذي لا يمكن تصوره. المعلم هو جوهر التعليم ومعدن أصيل لا يُقدّر بثمن. إنه البلبل الذي يصنع الألحان، ويغرس حب الوطن في قلوب الناشئة من خلال الأناشيد والمحافوظات. وهو العمود الفقري لأي كيان ثقافي أو اجتماعي. فلولا الجهود المتفانية التي يبذلها المعلمون في نشر العلم والمعرفة، لما وجدت أوطانًا تستند إلى تراثها وتاريخها؛ إذ أن التعليم هو أساس الحضارة والنماء. يعاني المعلمون اليوم وضعًا مأساويًا يدعو إلى الاستنكار. إن شعورهم بالإهمال وعدم التقدير يعكس مدى التحديات التي يواجهونها في ممارسة مهنتهم النبيلة. وكل معلم لديه الحق في التعبير عن استيائه وامتعاضه من ظروف العمل وغياب الدعم الكافي. ولعل من الأهمية بمكان أن يكون كل فرد في المجتمع، سواء كان شرطيًا أو ضابطًا أو حتى أبًا من آباء الطلاب، سندًا وداعمًا للمعلم بدلاً من كونه عائقًا في طريقه. يجب أن نتذكر أن المعلم هو حجر الزاوية الذي يبني الأجيال. عندما تتعطل آلة التعليم، يتعطل كل شيء. لذا، يجدر بالمجتمع بأسره، بما في ذلك السلطات المحلية، إدراك قيمة المعلم ومساندته في مهمته السامية. فهذا يدعم استقرار التعليم ويعزز من قدرته على خدمة الأجيال القادمة. فبدلًا من الهجوم على المعلم واهانته، ينبغي تكريمه وتقديم الدعم له، لأنه هو القادر على تغيير مصير الأوطان وصياغة المستقبل. إن احترام كرامة المعلم وتقديره يجب أن يكونا في صدارة أولويات المجتمع، كي نستطيع بناء وطن يُعتمد على أبنائه لتحقيق المجد والنمو. لا بد من الالتفات إلى حقيقة أن المعلم هو النبراس الذي ينير دروب الأجيال، واعتمادًا على مسؤوليتنا المشتركة يجب أن نضع حدًا للنظرات السلبية ونستبدلها بالتقدير والاحترام. إن إيمانًا راسخًا بقيمة المعلم هو ما سيضمن استمرارية الحضارة وتطور الأمم. ولنُثابر جميعًا على دعم هذه القامة الشامخة، لنحمي كرامتها ونُعلي من شأنها.