آراء
صراع الصحافة بين قسوة القوانين وتحديات الاعتداءات/ احمد العالم
تشهد الصحافة في بلدنا مرحلة دقيقة وصعبة تتجلى في ازدواجية الضغط الممارس عليها. من جهة، تضع قوانين الرموز والميمات قيوداً مشددة على حرية التعبير، وتحد من قدرة الصحفيين على أداء دورهم الحيوي في كشف الحقائق ومساءلة السلطات. ومن جهة أخرى، يتم توجيه الاعتداءات البدنية ضد هؤلاء الصحفيين، مما يزيد من تعقيد المشهد الإعلامي.
إن الاعتداءات الجسدية على الصحفيين، مثل تلك التي تعرض لها الصحفي حنفي ولد دهاه، تعكس مستوى خطيرًا من الانزلاق نحو العنف، وهو أمر يتنافى مع القيم الديمقراطية الأساسية. لا يمكن لأي مجتمع صحي أن يتجاهل تعرض الأفراد الذين يساهمون في تشكيل الرأي العام للتهديدات أو الاعتداءات. إن التضامن مع الصحفيين ورفع الوعي حول حقوقهم هو واجب ومطلب يجمع كل من يحرص على حريات الرأي والتعبير.
كما أن العنف يولد العنف المضاد، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الفوضى وإلى تفاقم الأزمات في المجتمع. فلن يتردد الصحفيون في التعبير عن قضايا حساسة إذا وجدوا أنفسهم مهددين بالاعتداء الجسدي أو العقوبات القانونية القاسية. هذا التصعيد في الضغوط على الصحافة يمنح الفرصة للخطاب الذي يدعو إلى العنف والتطرف أن ينمو، بينما يتراجع صوت العقل والحوار.
لذا، فإن الجهود المبذولة لحماية الصحفيين ودعم حرياتهم يجب أن تكون أولوية لجميع مكونات المجتمع. ينبغي أن نتوحّد في سبيل الدفاع عن حق الصحفيين في العمل بحرية، وفي توفير المعلومات اللازمة للمواطنين لحماية المجتمع من الجهل والتضليل.
في نهاية المطاف، فإن دعم الصحافة الحرة والمستقلة ليس مجرد دعم لفئة معينة، بل هو دعم لمصلحة الجميع. فالصوت الحر هو ما يسهم في بناء مجتمع مدني قوي قادر على مواجهة كل التحديات. فليكن التضامن مع كل صاحب كلمة أو قلم هو سلاحنا في مواجهة الظلم، ولنتذكر دائمًا أن صحافة حرة هي أساس الديمقراطية.
كامل التضامن مع الصحفي حنفي ولد دهاه