وزارة الاقتصاد: التحقيق لم يثبت ممارسة رشوة أو ضغوط على المستثمرين

في بيان رسمي صادر عن وزارة الاقتصاد والمالية اليوم الجمعة، تم الكشف عن نتائج لجنة التحقيق التي تم تشكيلها للنظر في الاتهامات التي أوردتها مستثمرة أجنبية عبر تدوينات تتعلق بمناخ الأعمال في موريتانيا. وقد تضمنت هذه الاتهامات وجود ممارسات غير ملائمة، منها الإهمال الإداري ومحاولات الابتزاز والرشوة.
وبحسب تقرير لجنة التحقيق، التي بدأت عملها عقب تداول المنشورات منذ 5 أبريل الماضي، فقد شمل عملها إجراء مقابلات مع عشرين شخصاً، بما في ذلك موظفون عموميون وخبراء محاسبة وعاملون في القطاع الخاص. وتم كذلك تحليل الإجراءات الإدارية ذات الصلة بنشاط الشركة المعنية.
توصلت اللجنة من خلال تقريرها النهائي الذي تم نشره مساء اليوم، إلى عدد من الملاحظات، حيث أظهرت وجود نواقص في التنسيق بين بعض المصالح الإدارية، فضلاً عن ضعف في التواصل وصعوبة الوصول إلى المعلومات. كما أشارت إلى أن الشركة لم تكن في وضع قانوني سليم، خاصة فيما يتعلق بالالتزامات الجبائية.
نص البيان الصحفي
تقرير لجنة التحقيق بشأن منشورات لمستثمر أجنبي حول مناخ الأعمال
في أعقاب قيام مستثمرة أجنبية بنشر تدوينات على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي منذ 05 أبريل 2025 تناولت فيها مناخ الأعمال في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حيث أشارت إلى وجود ممارسات إدارية غير ملائمة من قبيل الإهمال والعراقيل، والضغوط غير المبررة، ومحاولات الابتزاز و الرشوة، شكلت وزارة الاقتصاد والمالية لجنة تحقيق لتقصي الحقائق والوقوف على كل ملابسات هذه القضية بما يضمن اتخاذ القرارات المناسبة ويكفل حق المواطنين في المعلومات.
وبعد استكمال المهلة المقررة، أودعت اللجنة تقريرها النهائي الذي يتضمن تقييماً مفصلاً للمسار الإداري للشركة المعنية وتحليلاً موضوعياً للوقائع المثارة. وقد استندت اللجنة في عملها إلى مقابلات مع كافة الأطراف ذات الصلة، بما في ذلك معاوني المستثمرة المعنية، إضافة إلى تقييم الإجراءات الإدارية المعتمدة في المصالح ذات الصلة واستمعت اللجنة إلى إفادات عشرين شخصا ما بين موظفين عموميّين، وخبراء محاسبة وعمال من القطاع الخاص.
وقد توصلت اللجنة بعد إكمال مهمتها إلى الخلاصات التالية:
▪ سُجلت بعض النواقص والاختلالات تمثلت في ضعف أو غياب التنسيق بين بعض المصالح العمومية المعنية بأنشطة المستثمرين بما في ذلك النفاذ إلى المعلومة والتواصل مع المراجعين.
▪ تبيّن أن الشركة المعنية لم تكن في وضعية قانونية سليمة، لا سيما من حيث الالتزامات الجبائية.
▪ لم يثبت التحقيق وجود أدلة مادية على ممارسات رشوة ممنهجة أو ضغوط مؤسسية, وتسجل اللجنة باستغراب عدم تعاون المستثمرة مع التحقيق حيث رفضت في البداية التعاون قبل أن تتواصل أمس سائلة عن الضمانات التي ستحصل عليها ومؤكدة أنها ترفض الإفصاح عن هوية أو هويات من ادعت أنهم طلبوا منها دفع رشوة لقاء الحصول على مزايا جبائية غير شرعية أو مقابل استصدار رخص العمل. إن من ينادي بالشفافية ويدعي استهدافه بمسلكيات شاذة لا ينبغي ولا يمكن فهم أن يحمي موظفين فاسدين عبر عدم الإفصاح عن هوياتهم للجنة التحقيق وهو ما يشكل تعارضا صريحا مع النصوص القانونية التي تجرم التستر على هويات المفسدين وتلزم بالتعاون مع هيئات البحث والتحقيق.
كما قدمت اللجنة جملة من التوصيات المهمة من أبرزها ضرورة اعتماد مقاربة إصلاحية بناءة تعزز مسار الإصلاح القائم ومن شأنها تحسين مناخ الأعمال وضمان فعالية و انسجام الأداء الإداري، ومن أبرز التوصيات:
▪ تسريع وتيرة رقمنة الإجراءات الإدارية، بما يضمن الشفافية، وقابلية التتبع، وتيسير الخدمات؛
▪ الرفع من كفاءة الموارد البشرية عبر التكوين المستمر، وفق معايير الخدمة العمومية الحديثة وأخلاقيات الوظيفة العمومية؛
▪ تعزيز التواصل المؤسسي الداخلي والخارجي، لضمان انسيابية المعلومات وتكريس ثقافة الانفتاح والشفافية.
▪ إحالة نتائج التحقيق للوكالة القضائية للدولة لاتخاذ مايلزم؛
وعلى ضوء ما سبق، تؤكد وزارة الاقتصاد والمالية:
▪ حرصها على مواصلة نهجها في تكريس مناخ استثماري جاذب، ذي مصداقية وتنافسي.
▪ التزامها بتطبيق توصيات هذا التقرير والعمل على إدماجها في مسار الإصلاحات الجارية.
▪ دعوتها الإعلاميين والمدونين والنخب إلى عدم الانجرار وراء بعض الادعاءات التي لا تصمد أمام التحقيق والتثبت في حين أنها قد تلحق ضررا بسمعة البلد.
نواكشوط بتاريخ 11 أبريل 2025