الرئيس اللبناني أمام الأمم المتحدة: لا سلام بلا عدالة ولبنان يحتاج مسؤولية دولية منصفة
أكد فخامة الرئيس اللبناني في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء اليوم أن بلاده “تتحدث عن السلام والتنمية وحقوق الإنسان فيما يعيش جزء من شعبها تحت الاحتلال ومناطق من أرضها ما تزال مغتصبة”، مشدداً على أن “الوطن والشعب عالقان بين الحياة والموت”.
وأوضح الرئيس أنه “لا تنمية بلا سلام، ولا نمو في ظل الفوضى، ولا ازدهار وسط الصراعات والحروب”، معتبراً أن “السلام لا يمكن أن يتحقق من دون عدالة، والعدالة لا تستقيم إلا بحماية حقوق الإنسان”.
وأشار فخامته إلى أن الهوية الدينية كانت سبباً لانقسامات وانفجارات في العالم، لافتاً إلى أن لبنان “يضم مسلمين ومسيحيين مختلفين لكن متساوين في نظام دستوري فريد”، وهو ما جعله “نموذجاً لا مثيل له سمح بأن يكون رئيسه المسيحي الوحيد من أقصى آسيا حتى شواطئ أوروبا”.
ودعا الرئيس إلى التزام المجتمع الدولي بواجب الحفاظ على لبنان، محذراً من أن “سقوط لبنان يعني فتح الباب أمام التطرف والعنف الفكري”، مؤكداً في هذا السياق التزام بلاده بالورقة الأميركية لضمان الاستقرار، ومواصلة تنفيذ برنامج متدرج للتعافي الاقتصادي يشمل تدقيقاً مالياً شفافاً، وإصلاحات تشريعية تعزز استقلالية القضاء وتكافح الفساد وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
كما طالب بوقف الاعتداءات والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى، وتطبيق القرار الدولي 1701 بشكل كامل، مع استمرار تفويض قوات “اليونيفيل” بالشراكة مع الجيش اللبناني.
وفي الشأن الإقليمي، شدد الرئيس اللبناني على ضرورة “وقف المأساة الجارية في غزة فوراً، وإحياء مسار سياسي جاد يفضي إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية”.
واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد أن “لبنان لا يطلب امتيازاً بل مسؤولية دولية عادلة ومنصفة تعيده إلى رسالته التاريخية كبلد الحرية والتعددية”، مشيراً إلى أن الصراع ما زال قائماً “بين أن يكون لبنان أرض حياة وفرح ومنصة أمل، أو أن يتحول إلى بؤرة موت ومستنقع للحروب”.