أخبار

الأمم المتحدة : آمنة بنت المختار… مسيرة أربعة عقود من الدفاع عن حقوق المرأة في موريتانيا

سلّط المكتب الإقليمي للأمم المتحدة لدى الاتحاد الإفريقي (UNOAU) الضوء على المسيرة الطويلة للناشطة الموريتانية آمنة بنت المختار، مؤسسة ومديرة رابطة النساء معيلات الأسر، التي تُعد من أبرز الأصوات المدافعة عن حقوق المرأة والمساواة في موريتانيا.

وأوضح التقرير الصادر عن المكتب أن بنت المختار كرّست أكثر من أربعين عامًا من حياتها في خدمة قضايا النساء والفتيات، في مجتمع محافظ يفرض قيودًا اجتماعية وثقافية على المرأة، مشيرًا إلى أن مسيرتها الحقوقية بدأت منذ مقاعد الدراسة الثانوية، حين أدركت حجم التهميش الذي تعانيه النساء والأطفال، لتخوض بعدها معارك طويلة من أجل العدالة الاجتماعية وحرية التعبير، رغم ما واجهته من اعتقالات وتهديدات وفتاوى بالقتل بسبب مواقفها الجريئة.

وذكر التقرير أن الناشطة الموريتانية، المولودة في ديسمبر 1956، نشأت في أسرة تقليدية تنتمي إلى قبيلة “محاربة”، وتزوجت في سن الرابعة عشرة من رجل ينتمي إلى “الحركة الديمقراطية”، ما أتاح لها الانخراط المبكر في العمل السياسي والحقوقي. وأضاف أن والدها، الذي كان في البداية معارضًا لنشاطها، أصبح لاحقًا أحد الداعمين الرئيسيين لها بعد أن أدرك عمق رسالتها الإنسانية.

وفي حديثها للمكتب الأممي، أكدت آمنة بنت المختار أن “الدفاع عن حقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من كيانها”، مشددة على استمرارها في محاربة العبودية والعنف والتمييز والعنصرية، ومتعهدة بمواصلة النضال “مهما كانت التحديات والتهديدات”.

وأشاد التقرير بالدور البارز لرابطة النساء معيلات الأسر في تأمين الحماية والدعم القانوني للنساء ضحايا العنف الأسري والجنسي، عبر شبكة من المحامين ومراكز الإيواء، فضلًا عن جهودها التشريعية التي انطلقت عام 2012 للمطالبة بإصدار قانون يُجرّم العنف ضد النساء، وهو مشروع لا يزال قيد الدراسة في وزارة العدل بانتظار عرضه على البرلمان.

كما تناول التقرير توسّع نشاط الرابطة في السنوات الأخيرة نحو تعزيز السلام ومكافحة التطرف العنيف في منطقة الساحل، من خلال شراكات مع منظمات نسائية في خمس دول متأثرة بالنزاعات، وتدريب شابات على ثقافة التسامح والحوار.

وختم المكتب الأممي تقريره بالتأكيد على أن تجربة آمنة بنت المختار تمثل نموذجًا رائدًا للنضال النسوي الإفريقي، وتجسد شجاعة المرأة الموريتانية في مواجهة العادات المقيدة والسلوكيات التمييزية، رغم محدودية الدعم الرسمي والمؤسسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى