بعد مناظرة هاريس – ترمب.. نتائج استطلاعات الرأي مازالت متقاربة
دخل كل من كامالا هاريس ودونالد ترمب أمس الأربعاء بقوة المرحلة النهائية من السباق إلى البيت الأبيض مستفيدَين من زخم مناظرتهما التي سعيا خلالها إلى استقطاب الناخبين المترددين وتحريك نسب تأييدهما المتكافئة تقريباً.
ما زالت نائبة الرئيس الديموقراطية ومنافسها الجمهوري متقاربين في نتائج استطلاعات الرأي على مستوى البلاد وفي الولايات المتأرجحة، قبل أيام من بدء التصويت عبر البريد أو التصويت المبكر حضورياً في عدة ولايات مهمة.
ولا يُتوقع تسجيل أي تقدم أو تراجع في استطلاعات الرأي على عدة أيام، في حين أعلن كل من المرشحين انتصاره في المناظرة الأولى بينهما التي استضافتها قناة إيْ بي سي نيوز ABC News في فيلادلفيا وشهدت جدلاً حاداً ومتوتراً على الرغم من أن هاريس ركزت على السياسة بينما ضاقت إجابات ترمب بالأكاذيب وكرر الحديث عن مظالمه السابقة.
وقال خبير العلاقات العامة أندرو كونيشوسكي، السكرتير الصحافي السابق لزعيم مجلس الشيوخ الديموقراطي تشاك شومر: “لقد ركزت (هاريس) على التناقضات الموضوعية الرئيسة بينها وبين ترمب… من جانبه، لم يفعل ترمب ما يمكن أن يؤذي صورته في نظر أتباعه المخلصين، لكنه على الأرجح لم يحقق أي تقدم في أوساط الناخبين المترددين أيضا”.
وقال المحلل الاستراتيجي الجمهوري ليام دونوفان إنه في حين تقدمت هاريس على ترمب في بعض النقاط، فشل الأخير “إلى حد كبير” في أن يحملها وزر سياسات الرئيس جو بايدن التي لا تحظى بشعبية، واتهمها بدلاً من ذلك بأنها ماركسية “واستمر في شن هجمات غاضبة على المهاجرين”.
وأضاف دونوفان لوكالة فرانس برس: “لا يجدر بنا أن نتوقع أن يكون لهذا النقاش تأثير فوري في استطلاعات الرأي، لكنه سيعزز بالتأكيد الروح المعنوية في وقت يشعر الديموقراطيون بالقلق”.
“غش”
وخلال تعقيبه على أدائه في مقابلة مع قناة فوكس نيوز ذات الميول المحافظة، ادعى ترمب الأربعاء أن المناظرة لم تكن منصفة بحقه. وقال: “حصل غش، مثلما توقعت، لأنك عندما تنظر إلى الوقائع ترى أنهم كانوا يصححون كل شيء (أقوله) ولا يصححون لها”.
كما انتقد نجمة البوب تايلور سويفت لأنها أيدت هاريس بعد المناظرة، بقوله: “لم أكن من المعجبين بتايلور سويفت… إنها شخص ليبرالي جداً. يبدو أنها تؤيد دائماً المرشح الديموقراطي، وستدفع على الأرجح ثمن ذلك في السوق”.
بعد حلولها محل بايدن في يوليو، استفادت هاريس من موجة من الحماسة طغت على مؤتمر الحزب الديموقراطي وعززت شعبيتها وحصلت بفضلها على تبرعات بلغت أرقاماً قياسية. ومع انسحاب بايدن من السباق صار ترمب البالغ 78 عاماً يواجه أسئلة حول تقدمه في السن وقدراته الذهنية مع التركيز المتجدد على خطاباته غير المتماسكة والمتشعبة في كثير من الأحيان.
لكن هاريس البالغة 59 عاماً عانت من جمود نسبة تأييدها في استطلاعات الرأي قبل المناظرة.
التوجه إلى الوسط
تعمل هاريس على استقطاب ناخبي الوسط، وتركز على الجمهوريين المناهضين لترمب ومن بينهم نائب الرئيس السابق ديك تشيني وابنته ليز التي فقدت منصبها كرئيسة للمؤتمر الجمهوري في مجلس النواب بسبب معارضتها لترمب.
في الأثناء، يركز ترمب اهتمامه على قاعدته إلى حد كبير، عبر تحذيره من المهاجرين الذين يصفهم بأنهم مجرمون، ورسم صورة قاتمة لبلد “في حالة انحدار” هو الوحيد القادر على إنقاذه.
في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في نهاية الأسبوع، توعد ترمب بمقاضاة المانحين الديموقراطيين والمحامين ومسؤولي الانتخابات الذين يمارسون وفق تعبيره سلوكيات “عديمة الضمير” في نوفمبر.
واستغل المناظرة الثلاثاء لمضاعفة مزاعمه الزائفة بشأن تزوير الانتخابات في عام 2020.
وحضر ترمب وهاريس أمس الأربعاء مراسم إحياء الذكرى الثالثة والعشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001 التي شنها تنظيم القاعدة.
وتتوجه هاريس إلى كارولاينا الشمالية، وهي من بين بضع ولايات من المتوقع أن تقرر مصير الانتخابات. هنا تمكنت هاريس من التقدم بست نقاط خلال الشهر الماضي لتتعادل مع ترمب.
بعدها تعود إلى ولاية بنسلفانيا المتأرجحة الرئيسية الجمعة.
من جانبه يخاطب ترمب مؤيديه في توسون بولاية أريزونا اليوم الخميس للتركيز على “اقتصادنا المتعثر وارتفاع تكلفة الإسكان”.
ويتوجه تيم والز، المرشح كنائب لهاريس، إلى ميشيغن وويسكونسن من الخميس إلى السبت.
أما نظيره الجمهوري جيه دي فانس فعليه أن يتعامل مع تداعيات تصريحات جديدة مثيرة للجدل بعد أن كرر الاثنين الادعاء أن المهاجرين الهايتيين يسرقون الحيوانات الأليفة في أوهايو ويأكلونها، الأمر الذي كرره ترمب خلال المناظرة، على الرغم من نفي سلطات الولاية