أخباراقتصاد

نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في الجلسة الافتتاحية من أعمال المنتدى الثاني للبوابة العالمية (The Global Gateway Forum)

أصحاب الفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات،
صاحب الفخامة رئيس المجلس الأوروبي،
صاحبة الفخامة رئيسة المفوضية الأوروبية،
صاحبة الفخامة رئيسة البنك الأوروبي للاستثمار،
السيدات والسادة،

في البداية، أود أن أعرب عن بالغ امتناني لصاحبة الفخامة رئيسة المفوضية الأوروبية السيدة أورسولا فون دير لايين، ومن خلالها للاتحاد الأوروبي بكامله، على الدعوة الكريمة التي تتيح لي فرصة المشاركة معكم في هذه النسخة من منتدى البوابة العالمية، المكرسة لموضوع الربط العالمي في ظل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، ولمناقشة أولويات الاستثمار في هذا السياق.

كما أود أن أعبّر عن تقديري العالي لعلاقات التعاون التي تربط بلادي بالاتحاد الأوروبي.
فهي علاقات عميقة، ومتنوعة، وبنّاءة، تقوم على منظومة من القيم المشتركة، وتتعزز بالتميز الذي يطبع علاقاتنا الثنائية مع كل دولة من دول الاتحاد.
وتغطي هذه العلاقات اليوم مجالات ذات أولوية، مثل التنمية البشرية، والتحول نحو اقتصاد أخضر وأزرق، والحكامة الرشيدة، والاستقرار، والأمن، وهي مجالات يقدّم فيها الاتحاد الأوروبي دعماً ثابتاً وقيّماً لبلادنا.
فله منا جزيل الشكر والامتنان.

أصحاب الفخامة والمعالي،
السيدات والسادة،

يشهد العالم اليوم تفاقماً في مظاهر تراجع التعددية، وتصاعد النزعات الحمائية، واستمرار النزاعات المسلحة في أوكرانيا والشرق الأوسط، وتكاثر بؤر التوتر وعدم الاستقرار في أنحاء متفرقة من العالم، ولا سيما في إفريقيا، مما يغرق كوكبنا في جو من الشك وعدم اليقين على المستويين الاقتصادي والجيوسياسي.

فآليات الحوكمة العالمية السياسية والاقتصادية والمالية تكشف يوماً بعد يوم حدود فعاليتها، والتحالفات تعاد صياغتها، والنظام الدولي يجد صعوبة في التكيّف أو إعادة تعريف نفسه تبعاً للأزمات الأمنية والاقتصادية المتلاحقة.

وقد فاقمت هذه الأوضاع التحديات العالمية المتعلقة بالأمن والاستقرار، والتغير المناخي، والفقر، وضعف الحكامة وشمول التنمية.

وفي مواجهة هذا الواقع المقلق، اختار الاتحاد الأوروبي أن يؤكد تمسكه بالقانون الدولي، وبأهداف التنمية المستدامة، وبأهمية تعزيز التعاون المتعدد الأطراف.

وتجسد مبادرة البوابة العالمية (Global Gateway) هذا الالتزام خير تجسيد، إذ تقوم على فكرة تعزيز الربط العالمي من خلال تطوير شبكات ذكية ونظيفة وآمنة في مجالات الرقمنة، والطاقة، والنقل، والصحة، والتعليم، والبحث العلمي، وهي أهداف تتقاطع تماماً مع أولويات الجمهورية الإسلامية الموريتانية.

أصحاب الفخامة والمعالي،
السيدات والسادة،

إن موريتانيا، وهي عازمة على بناء تنمية مستدامة وشاملة، جعلت من تنمية رأس المال البشري، ومكافحة الفقر والتهميش والهشاشة، ركائز أساسية في استراتيجيتها الوطنية للتنمية.

وقد أولت بلادنا عناية خاصة، وموارد متزايدة، للخدمات العمومية الأساسية – من صحة وتعليم وماء وكهرباء وخدمات رقمية – إلى جانب تحسين ظروف معيشة الفئات الأكثر هشاشة، والعمل على ترسيخ دولة القانون والحريات الفردية والجماعية والحكامة الرشيدة.

ونسعى إلى تسريع الانتقال نحو اقتصاد أخضر وأزرق، وتنويع اقتصادنا الوطني، وتطوير الرقمنة والبنى التحتية والقطاعات الإنتاجية، وتحسين مناخ الأعمال والإطارين القانوني والجبائي لتشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية في بيئة آمنة وموثوقة.

وأود هنا أن أنوّه بمواكبة الاتحاد الأوروبي المستمرة لجهودنا في هذه المجالات، خصوصاً في ما يلي:
• في المجال الرقمي: بناء مركز بيانات في نواكشوط، ومدّ كابل بحري ثانٍ للإنترنت عالي السرعة، مما سيعزز أمن الشبكات ويرفع قدرة نقل المعطيات.
• في مجال البنى التحتية: إنشاء خط ربط كهربائي عالي الجهد بين نواكشوط ومدينة النعمة، على أن يُوقّع تمويل مقطعه بين نواكشوط وكيفه، الممول من الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار ووكالة التنمية الفرنسية، على هامش هذا المنتدى، إضافة إلى بناء جسر روصو.
• في مجال الطاقات المتجددة: مبادرة فريق أوروبا حول منظومة الهيدروجين الأخضر، بدعم من الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار وألمانيا وإسبانيا وفرنسا.

أصحاب الفخامة والمعالي،
السيدات والسادة،

لقد أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى بناء شراكات متينة قائمة على القيم المشتركة، لمواجهة التحديات المتعددة وحالة عدم اليقين الناتجة عن الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة.

وإذ أجدّد شكري العميق للاتحاد الأوروبي على دعمه الثمين، أؤكد إرادتي الراسخة في العمل على توطيد وتنويع علاقات التعاون التي تربطه ببلادي.

شكراً لكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى