صحة

اكتشاف تأثير “مخيف” لإجراءات الإغلاق وارتداء الأقنعة خلال الجائحة على أجسادنا

وجد العلماء أن تدابير الإغلاق التي تم فرضها خلال جائحة “كوفيد-19” قد أدت إلى زيادة ملحوظة في مستويات الالتهاب في أجسام الناس.

ويُعتقد أن قلة التعرض للجراثيم الشائعة خلال هذه الفترة أضعف جهاز المناعة، ما جعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى.

وفي الدراسة التي نشرتها مجلة Frontiers، قام الباحثون بتحليل بيانات نحو 1800 شخص في هولندا، بين أكتوبر 2019 وأكتوبر 2021.

طريقة مبتكرة لمكافحة الفيروسات المهددة للبشرية

وبشكل عام، تم تجنيد 368 مشاركا قبل الجائحة، و851 بعد الإغلاق، ولكن قبل الإصابة بـ”كوفيد-19″ أو تلقي اللقاح.

وكان جميع المشاركين تقريبا مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، حيث يتم استخدام هؤلاء الأفراد لأن دمائهم يتم اختبارها بانتظام للكشف عن مستويات الفيروس والالتهاب.

وشملت الدراسة أيضا 175 شخصا أصيبوا بعدوى “كوفيد-19” و404 أشخاص تم تطعيمهم ضد المرض.

وعزل العلماء الخلايا المناعية من دماء المتطوعين وفحصوا كيف تفاعلت مع الفيروسات والبكتيريا التي شملت الإشريكية القولونية (E. coli)، والالتهاب الرئوي، والسل، والفطريات الشائعة C. albicans.

وتمت مقارنة نتائج هذه الاختبارات في مرضى فيروس نقص المناعة البشرية مع 30 شخصا لا يعانون من المرض، واختبار دمائهم قبل وبعد إجراءات الإغلاق.

وتبين أن التعرض لأنواع مختلفة من البكتيريا والفيروسات بعد فرض التدابير الصارمة التي شملت الإغلاق وارتداء الكمامات، أدى إلى حدوث “التهاب مفرط”، وهو ما قد يزيد من شدة الأعراض في حالات العدوى الشائعة.

وهذه النتائج تثير تساؤلات جديدة حول تأثير العزلة الاجتماعية على صحتنا المناعية في فترات الطوارئ الصحية.

وقال الخبراء إن المستويات العالية من الالتهاب قد تؤدي إلى معاناة الأشخاص من أعراض أكثر حدة استجابة للإصابات الشائعة.

وأوضح الدكتور ميهاي نيتيا، الطبيب الذي قاد الدراسة: “في حياتنا اليومية، نتعرض باستمرار لمجموعة من الكائنات الدقيقة. وهذا يساعد على تدريب جهاز المناعة لدينا، ويعلمه كيفية التعرف على الكائنات الدقيقة التي تشكل خطرا وأخرى غير ضارة.”

وأضاف: “أثناء الإغلاق، فقدنا هذا التفاعل لأن الجميع مكث في المنازل وتجنبوا بعضهم بعضا. ونتيجة لذلك، خلال وبعد فترات الإغلاق، أظهرت الخلايا المناعية التي تعرضت للكائنات الدقيقة استجابة أقل تنظيما، ما جعلها عرضة للالتهاب المفرط.”

وربط الباحثون نتائجهم بفرضية النظافة، أو الفكرة التي تقول إن تقليل التعرض للميكروبات قد يزيد من خطر حدوث مشاكل في جهاز المناعة.

وقال الباحثون إن تأثير هذا الارتفاع في مستويات الالتهاب لم يكن واضحا. لكن الدراسات السابقة اقترحت أن المستويات العالية من الالتهاب قد تزيد من خطر ترسب اللويحات في جدران الشرايين، ما يؤدي إلى تضيقها ورفع خطر الإصابة بأمراض القلب.

وقد اقترح الفريق أيضا أنه على المدى الطويل، قد تزيد مستويات الالتهاب المرتفعة من خطر الإصابة بالسرطان والخرف وأمراض أخرى.

وتسلط الدراسة الضوء على أهمية التفاعل الاجتماعي والتعرض الطبيعي للكائنات الدقيقة في تعزيز المناعة، وتوصي بمزيد من الفهم حول تأثير هذه التدابير الاجتماعية على صحتنا المناعية في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى