آراء

“نتنياهو وخرائط التوسع: أطماع معلنة في ظل صمت عربي مقلق”…بقلم /أحمد العالم

تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، التي لمح فيها إلى أطماع في أراضٍ تابعة لمصر، الأردن، سوريا، لبنان، العراق، الكويت والسعودية، لم تكن مجرد استفزاز إعلامي عابر، بل تمثل امتدادًا واضحًا للعقيدة الصهيونية التي قامت منذ نشأتها على فكرة “إسرائيل الكبرى” الممتدة من النيل إلى الفرات. هذا الطرح ليس جديدًا، بل تؤكده وثائق ومخططات قديمة تبنتها نخب سياسية وأمنية في كيان الاحتلال على مدى عقود.

ويأتي توقيت هذه التصريحات في ظل عدوان عسكري متواصل على قطاع غزة، ما يشير إلى محاولة إسرائيلية لإعادة رسم موازين القوى في المنطقة. كما تعكس اختبارًا ضمنيًا لردود الفعل العربية والإسلامية، وبالأخص من الدول التي طبّعت علاقاتها مع الاحتلال، لقياس مدى قدرتها أو استعدادها لتحمل مثل هذا الخطاب التوسعي.

المقلق أن هذه التصريحات لا تندرج فقط ضمن سياق الدعاية السياسية، بل تحمل أبعادًا أيديولوجية خطيرة، إذ تُسهم في تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لفكرة التمدد الإقليمي، سواء عبر الوسائل العسكرية أو من خلال أدوات النفوذ الاقتصادي والأمني والسياسي، وهو ما يمنح هذه الطموحات شرعية داخلية متنامية.

ورغم خطورة هذه التوجهات، لم تتعدَ الردود الرسمية العربية حدود الإدانة اللفظية والاستنكار الدبلوماسي، وهو ما أثبت فشله في كبح جماح المشروع الصهيوني أو ردعه. وفي ظل غياب موقف حازم وفعّال، فإن تلك الأطماع قد تتحول تدريجيًا إلى سياسات عملية على الأرض، خصوصًا إذا استمر الغطاء الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أو وجد الاحتلال من بين الأنظمة الإقليمية من يغض الطرف، أو يشارك بالصمت.

ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تملك الدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل الجرأة لإعادة النظر في خياراتها بعد هذه التصريحات الصادمة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى