تحتضن نواكشوط، مساء اليوم، انطلاقة فعاليات النسخة العاشرة من بطولة أمم إفريقيا للكرة الحديدية، التي تستمر خمسة أيام على ملاعب خاصة أُنشئت بساحة المركب الأولمبي في تفرغ زينة. وتشارك في البطولة عشرون دولة إفريقية، من بينها موريتانيا التي يعول منتخبها الوطني على عاملي الأرض والجمهور للمنافسة على التتويج باللقب القاري لأول مرة في تاريخه.
وتأتي استضافة موريتانيا لهذا الحدث الرياضي القاري تتويجًا لمسار طويل من الاهتمام والنتائج المميزة التي حققتها في هذه الرياضة، التي ارتبط حضورها في البلاد بمرحلة الاستعمار الفرنسي، قبل أن تتحول لاحقًا إلى واحدة من أكثر الرياضات انتشارًا بين الموريتانيين. وتمتلك العاصمة نواكشوط عدة فضاءات معروفة لممارسة الكرة الحديدية، من أبرزها فضاء آسكنا قرب المطار القديم، وساحة السفارة الفرنسية بمنطقة “إلو ك”، إضافة إلى فضاءات أخرى في ولايات الداخل حيث توسعت قاعدة جمهور اللعبة ولاعبيها خلال السنوات الأخيرة.
وتشهد الرياضة اليوم حضورًا بارزًا للشباب الذين انضموا بقوة إلى منافساتها، بعد أن كانت حكرًا لفترات طويلة على كبار السن، مما أضفى طابعًا تنافسيًا جديدًا جعل الكرة الحديدية إحدى أهم الرياضات الشعبية في البلاد.
وعلى المستوى الدولي، حقق المنتخب الوطني للكرة الحديدية سلسلة من الإنجازات البارزة، من أهمها الحصول على الميدالية البرونزية في مونديال تركيا عام 2010، والتتويج بكأس الأمم (كأس الترضية) في مونديال كندا 2018، إضافة إلى مشاركته في كأس العالم 2023 ببنين واحتلاله المركز التاسع. كما فاز المنتخب بلقب “أحسن رام بالدقة” في الألعاب الإفريقية 2016، وباللقب ذاته في الألعاب العربية 2023 بالجزائر، وتأهل للدور الثاني من كأس العالم 2024 في فرنسا.
وتنظم الاتحادية الموريتانية للكرة الحديدية سنويًا بطولات محلية واسعة تشارك فيها عشرات الفرق، الأمر الذي ساهم في رفع مستوى اللعبة وتعزيز جاهزية المنتخب الوطني، المصنف ضمن الأفضل قارياً.
وتُعد استضافة النسخة العاشرة من بطولة أمم إفريقيا لأول مرة في موريتانيا حدثًا رياضيًا بارزًا يعكس مكانة البلاد المتنامية في هذه الرياضة. كما يراهن المنتخب الوطني، تحت قيادة مدرب تونسي محنك سبق أن تُوّج بطلاً لإفريقيا، على استغلال فرصة اللعب على أرضه وأمام جمهوره لتحقيق حلم التتويج باللقب القاري العاشر.
