آراء

اليمن ينتصر لسوريا..بقلم /أحمد العالم

في بيان عسكري لافت، أذاعه العميد يحيى سريع، عاد صوت اليمن الجريح ليصدح من جديد بالحق والكرامة. حيث أكد قائلاً: “إنَّ #اليمنَ العزيزَ الحرَّ المستقلَّ لن يقبلَ باستمرارِ حالةِ الاستباحةِ التي يحاولُ العدوُّ فرضَها من خلالِ استهدافِ البلدانِ العربيةِ ك #لبنانَ و #سوريَّا، ويؤكدُ أنَّ هذه الأمةَ لن تخشى المواجهةَ وسترفضُ الخضوعَ والخنوعَ”.

كلمات حملت في طياتها دعوة صادقة للنخوة العربية، وتأكيدًا على الهوية التاريخية للمنطقة التي تجمعها أواصر الأخوة والمصير المشترك.

اليوم، يقطع اليمن الخناق الذي فرضته القوى العالمية على سوريا، حيث يستعيد أجدادنا من صفحات التاريخ؛ تأتي هذه الالتفاتة تعبيرًا عن الالتزام العميق بالقضايا العربية، دون أي اعتبارٍ للمصالح السياسية الضيقة أو المنافع الفردية. ففي الوقت الذي تعاني فيه سوريا من أزمات متتالية، وتواجه تحديات وجودية، يمد اليمن اليد للجوار العربي، مستعرضًا حالة من التضامن الصادق لا تتأثر بتغيرات المشهد السياسي على الأرض.

اليمن، الذي لطالما عانى من ويلات الحروب والعدوان، لا يمكنه أن يقف عاجزًا أمام آلة الإقصاء والتفتيت التي تستهدف الهوية العربية. إن تصريح العميد سريع يعكس التوجه الثابت للشعب اليمني في دعم أي رؤية تؤكد على عدم السماح للآخرين بتقسيم المجتمعات العربية وزرع الفتنة بينها.

لكن السؤال الأهم هنا، كيف ستلاقون هذه النخوة اليمنية؟ هل ستتحدون خلف المبادئ التي تضمن لنا جميعًا السيادة والكرامة؟ في خضم الصراع من أجل التأكيد على وجودكم، كيف ستستجيبون لحركة اليمن الغاضبة التي تنبع من روح الانتماء للأمة العربية؟

إنه وقت التوحد والعمل الجاد، الوقت الذي يقتضي منا أن نتجاوز الانقسامات ونتبنى الموقف المشرف الذي أبداه اليمن. يجب أن نكون فخورين بانتمائنا، وأن نعمل على استعادة ما فقدناه من كرامة وإنسانية. وفي النهاية، تبقى سوريا ويمن، وكلنا أمل أن نبني معًا مستقبلًا يشمل الكل ويحتفي بالتنوع كوسيلة لتحقيق الوئام والاستقرار.

هذا هو الوقت، وهذا هو المكان، ليكون صوتنا واحدًا، ولندافع عن أرضنا ومبادئنا، ولنجعل من انتصار اليمن درسًا في التضامن، يُسجل بأحرف من ذهب في تاريخ النضال العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى